عدد المساهمات : 497 تاريخ التسجيل : 08/04/2011 العمر : 52
موضوع: جعفر بن أبي طالب ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم السبت أغسطس 13, 2011 2:12 pm
[color=blue]
هو جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم؛ فهو من الشجرة الهاشمية المباركة أبا وأمّا، وعُرِف بعد استشهاده بـ"جعفر الطيار".. أسلم بعد أخيه علي بن أبي طالب بقليل، وكان ترتيبه الثاني والثلاثين في الدخول في الإسلام، وكان من المهاجرين الأوائل للحبشة؛ فرارا بالدين والعقيدة، وصحبته في هجرته زوجته أسماء بنت عميس، وولدت له أول ولد مسلم في الحبشة عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.
وفي الحبشة كان متحملا مسئولية الريادة، وحين أوفدت قريش عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص إلى النجاشي؛ ليرد المسلمين المهاجرين إلى قومهم وحاولوا تحريضه على المسلمين بالكذب والوقيعة، حينئذ تصدى جعفر رضي الله عنه لهذه الأكاذيب وقال للنجاشي: "أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار ويأكل القوي منا الضعيف، حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرفه ونعرف نسبه وصدقه وأمانته، فدعانا إلى الله لنوحّده ونعبده ونصلح كل ما كنا عليه وأمرنا أن نلتجئ إليك"، وقرأ عليه صدرا من سورة مريم، فبكى النجاشي ملك الحبشة وأساقفته، وقال إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة.. انطلقا فوالله لا أسلمهم إليكما ولا يكادون. [سيرة ابن هشام ج 1 ص 224].
وظل جعفر في الحبشة حتى السنة السابعة من الهجرة، وعندما رجع وقدم على النبي صلى الله عليه وسلم وكان ذلك يوم فتح خيبر، فقبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عينيه والتزمه، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "ما أدري بأيهما أسر بفتح خيبر أم بقدوم جعفر" [سيرة ابن هشام ج 2 ص 818].
وفي المدينة وبعد سنوات طوال من الهجرة أقبل بكل إيمان وولاء على المشاركة في بناء دولة الإسلام، وحظي في المدينة وعند النبي صلى الله عليه وسلم بمكانة مرموقة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أشبهت خلقي وخلقي" [صحيح البخاري ج 5 ص 21].
بالإضافة إلى فضائله كان رفيقا بالفقراء والمساكين، حتى قال فيه أبو هريرة رضي الله عنه: "كان أخير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب" [صحيح البخاري ج 5 ص 21].
وفي العام التالي لعودته من الهجرة ذهب مع الجيش المتوجه إلى مؤتة، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم له القيادة بعد زيد بن حارثة، فحمل راية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقاتل حتى استشهد، وفي وصف استشهاده يقول ابن هشام: إن جعفر أخذ اللواء بيمينه فقطعت فأخذه بشماله فقطعت فاحتضنه بعضديه حتى قُتِل رضي الله عنه.
وجاء جبريل عليه السلام بعد استشهاده، فأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الله جعل لجعفر جناحين مضرّجين بالدماء يطير بهما مع الملائكة، وحدّث النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أنه قال صلى الله عليه وسلم: "رأيت جعفرا يطير في الجنة مع الملائكة" [سيرة ابن هشام ج 3 ص 832]، وبذلك عُرِف باسم "جعفر الطيار" رحمه الله ورضي الله عنه وأرضاه.[/color]