لأول مرة منذ أواخر عام 2004 يصل المنتخب المصري لهذه المرحلة المتدهورة من النتائج. ولم يتوقع أكثر المتشائمين من فريق اعتلي قمة المجد الأفريقي ثلاث دورات متتالية. أن يغيب بعدها عن التصفيات ولم ينل حتي شرف المشاركة. ولأول مرة يخسر حسن شحاتة الرهان ويفشل في حل المعادلة الأسهل ضمن معادلات أكثر تعقيدا مر بها المنتخب المصري. ولكن هذا لا ينفي أن المعلم هو نابغة التدريب المصري علي مر تاريخه.
28 أكتوبر 2004 بدأت رحلة حسن شحاتة مع المنتخب المصري حيث عرض الكابتن عصام عبدالمنعم رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم علي مجلس إدارة نادي المقاولون العرب إعارة شحاتة لقيادة تجمع المنتخب المصري في شهري نوفمبر وديسمبر 2004 وبالفعل يتم تعيين شحاته مديرا فنيا مؤقتا خلفا للإيطالي ماركو تارديللي ليتولي المعلم المنتخب في أسوأ ظروفه بعد ضياع فرص المشاركة في نهائيات كأس العالم 2006. وفي أول ظهور للمنتخب معه يتعادل شحاتة أمام بلغاريا بهدف لعماد متعب من تمريرة حسني عبد ربه في استاد المقاولون العرب في 30 نوفمبر2004بعد أن قدم عرضا طيبا وأضاع بركات ركلة جزاء كان قد تسبب في احتسابها. وأعقب التعادل فوزا علي أوغندا بثلاثية لعمرو ذكي هدفين ومحمد شوقي. فتوسم الجميع خيرا في شحاته وكتيبته خاصة أن الروح الانهزامية تبدلت إلي روح النصر وتبدل الأداء وعلي الفور تم التعاقد رسميا مع حسن شحاتة مديرا فنيا للمنتخب المصري في 13 يناير 2005.
وفي 20 يناير 2006 انطلقت علي أرض مصر بطولة كأس الامم الأفريقية ويستغل شحاته ومعه الصقر وتريكة ومتعب وزكي والحضري عنصري الأرض والجمهور ويعيدون الكأس الغالية بفوز علي ليبيا بثلاثية وتعادل أمام اسود الأطلسي وفوز علي كوت ديفوار بثلاثية ومرورا بالكونغو ثم السنغال ثم حانت لحظة التتويج بالكأس الغالية في 10 فبراير 2006 علي حساب كوت دي فوار.
ومن مصر إلي غانا راهن كثيرون علي خروج مبكر للمنتخب ليرد شحاتة بنتائج ولا أروع بالفوز برباعية في افتتاح مبارياته أمام الكاميرون. ثم ثلاثية علي السودان وتعادل أمام زامبيا ويتصدر المنتخب مجموعته ليقابل انجولا ويهزمها بهدفين مقابل هدف في ربع النهائي ويطيح بساحل العاج في نصف النهائي ويحرز اللقب بهدف زيدان ابوتريكة الشهير أمام الكاميرون في النهائي.
ثم اتجه المعلم وقافلته نحو جنوب إفريقيا بعد أن أوقعته قرعة كأس القارات في مجموعة الموت وينتظر الشماتون النتائج المخجلة من المنتخب المصري وعلي عكس توقعاتهم ينهزم المنتخب أمام البرازيل في 15 يونيو بأربعة أهداف مقابل ثلاثة. ثم فوز بهدف حمص في مباراة تاريخية لم يقدمها منتخب إفريقي ولاعربي سوي المنتخب المصري أمام المنتخب الإيطالي. ثم كانت الهزيمة المفاجئة أمام أمريكا ليعود شحاتة محمولا علي الأعناق بعد أداء المنتخب الرائع في المونديال القاري.
ثم تعثر المعلم في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا بتعادل أمام زامبيا وهزيمة أمام الجزائر. ويطالب كثيرون برحيله ولكنه يرد بأربعة انتصارات متتالية ويتم اللجوء إلي مباراة فاصلة في السودان ويعود المنتخب المصري ويعلم الجميع أن التوفيق تخلي عن شحاتة وقافلته ويرتضي الجميع بالانتظار لنهائيات 2014 ربما يكتب القدر مشاركة مصرية طال انتظارها.
ولكن حالة الحزن لم تدم طويلا بعدما عثر المعلم في طريقه إلي أنجولا علي اكتشافه الجديد محمد ناجي جدو ووجد فيه بغيته وحقق معه البطولة الأفريقية للمرة الثالثة علي التوالي في تاريخه وهو انجاز لم يحققه سوي المعلم ويبدو ان تحقيقه أمر صعب المنال وسيستغرق زمنا طويلا.
ولكن هذا هو حال كرة القدم. كأس قد تستمتع بمذاق انتصاراته كثيرا. إلي أن تجرع مرارة الهزيمة فجأة أمر صعب وهو ما حدث للمعلم حسن شحاتة الذي قادته الظروف إلي أن ينتهي بالمنتخب إلي حيث بدأ استلمه متدهورا. وعاش معه رحلة من الانجازات ليحن الوقت ويتخلي التوفيق عن المعلم ويترك المنتخب تائها.