أعرب المهندس نجيب ساويرس مؤسس حزب "المصريين الأحرار"- تحت التأسيس- عن رفضه للدعوات المطالبة بتنظيم مظاهرة مليونية غدا الجمعة، وقال إن مصر تحتاج فى الوقت الحالى لإعادة الأمن والهدوء إلى ربوعها لإعادة دوران عجلة الإنتاج بعد أن أصبح الاقتصاد المصرى على شفا الانهيار، على حد قوله.
وأشاد ساويرس- فى لقاء مع أعضاء نادى الجزيرة الرياضى مساء أمس الأربعاء- بثورة 25 يناير لأنها أعادت للمصريين حريتهم و كرامتهم، غير أنه رفض أن يستغل البعض هذه الثورة لتكون "عمل من لا عمل له"، محذرا استغلال المليونيات المتلاحقة للوقيعة بين الجيش والشعب، مؤكدا أن الجيش هو آخر حصن لمصر وأنه فى حال نجح المغرضون فى ضرب الجيش المصرى فإن مصر ستواجه كارثة.
وشدد على أن الوقت الحالى يتطلب العمل و تهيئة الأجواء لإعادة دوران عجلة الإنتاج فى المصانع وإعادة السياحة إلى معدلاتها الطبيعية و طمأنة رؤوس الأموال و رجال الأعمال، محذرا من أن المستثمرين الأجانب والعرب والمصريين لن يستطيعوا العودة للنهوض بالاقتصاد المصرى فى ظل التوتر القائم.
ورفض اتهام كل رجال الإعمال بالنهب و السرقة، مؤكدا أن هناك العديد من رجال الأعمال الشرفاء الذين خلقوا فرص عمل للمصريين،مشددا فى نفس الوقت على أهمية دور القطاع الخاص فى النهوض بالاقتصاد المصرى فى المرحلة الحالية.
كما رفض ساويرس مقترحات فرض ضرائب تصاعدية على أصحاب الدخول العالية، مؤكدا أنه يمكن العمل بنظام الضرائب التصاعدية فى مراحل لاحقة وليس فى الوقت الحالى، حيث إن المرحلة الحالية تتطلب تقديم تسهيلات للمستثمرين المصريين و العرب والأجانب لضخ أموالهم فى مصر بعد الثورة.
وحول ما يتردد عن إمكانية نقل أعماله إلى الخارج، أكد ساويرس أنه يفتخر بمصريته وأنه لا يستطيع العيش فى دولة أخرى غير مصر، مشيرا إلى أنه لا يستطيع أن ينسى أن شركة موبينيل هى التى فتحت الطريق أمامه لتحقيق المكاسب بالمليارات خارج مصر.
وطالب الناشط السياسى المصرى أقباط مصر بأداء واجبهم الانتخابى سواء جرت الانتخابات التشريعية فى سبتمبر القادم أو تم تأجيلها، مطالبا فى نفس الوقت بضرورة تأجيل الانتخابات حتى تتمكن الأحزاب الجديدة من النزول إلى الشارع المصرى لكسب المزيد من المؤيدين.
وأكد أن المصريين عنصر واحد لا فرق بين مسلم و مسيحى، غير أنه طالب فى نفس الوقت بضرورة استصدار قانون يمنع تماما التجمهر و التظاهر أمام دور العبادة للحيلولة دون وقوع دور العبادة فى براثن أى احتقان طائفى، مطالبا بضرورة إقامة دولة مدنية فى مصر لا فرق فيها بين مسلم أو مسيحى.
وفيما يتعلق بعملية السلام فى المنطقة، وصف رجل ساويرس، بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل بأنه يتسم بالغباء لأنه حاليا يهدر فرصة تاريخية لإقامة السلام فى الشرق الأوسط على أساس الدولتين، مضيفا أن نتنياهو أثبت بمواقفه الأخيرة الرافضة للسلام أنه غبى و يفتقر للذكاء السياسى لأن الفرصة المتاحة أمامه حاليا هى فرصة تاريخية ربما لن تتكرر مرة ثانية، مبررا وصفه لرئيس الوزراء بالغباء إلى اختفاء الحجتين القويتين اللتين كان يتذرع بهما فى السابق لرفض الانخراط على طريق السلام وهما عدم وجود شريك للتفاوض معه و إنفراد إسرائيل بميزة الدولة الديمقراطية الوحيدة فى منطقة الشرق الأوسط.
وقال إن اتفاق المصالحة بين فتح و حماس برعاية مصر أزال أهم حجة كان يتذرع بها نتنياهو أمام المجتمع الدولى لتبرير رفضه للتفاوض مع الفلسطينيين وهى عدم وجود شريك، مؤكدا أن اندلاع الثورات العربية التى وضعت الدول العربية على أعتاب الديمقراطية لاسيما مصر جرد إسرائيل من ميزة الدولة الديمقراطية الوحيدة فى المنطقة.
وأكد أن أحدا فى إسرائيل لم يعد يستطيع بعد اليوم أن يبرر رفضه للسلام بأن الدولة العبرية لا يمكنها إقامة سلام مع أنظمة ديكتاتورية، فالتحول للديمقراطية فى المنطقة العربية سوف يؤثر على الصورة التى رسمتها إسرائيل لنفسها أمام العالم.