علقت الصحف الأمريكية على اختيار أيمن الظواهرى زعيماً لتنظيم القاعدة بعد مقتل أسامة بن لادن، ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن خبراء مكافحة الإرهاب الأمريكيين قولهم إن عيوبه الكبيرة من المحتمل أن تساعد فى إضعاف قلب التنظيم الإرهابى.
وأشارت الصحيفة إلى قول وزير الدفاع الأمريكى روبرت جيتس إلى أن أسامة بن لادن كان لديه كاريزما يفتقدها الظواهرى، كما أن هناك أدلة تظهر أن الأول كان أكثر انخراطاً على مستوى العمليات من الثانى، وأن الجذور المصرية للظواهرى تجعله أقل قبولاً من جانب مسلحين آخرين من دول أخرى.
ويتفق المحللون المستقلون إلى حد كبير فيما بينهم على أن الظواهرى ليس النموذج الملهم للمسلحين الشباب بالنظر إلى نقص خبرته القتالية وتاريخه الطويل من الخلافات الإيدولوجية، وخطبه المتحذلقة بما فيها سلسة الرسائل الصوتية الست الأخيرة عن مصر والخاصة بالأحداث فيها.
فيقول بريان فيشمان، الخبير فى شئون القاعدة بمؤسسة أمريكا الجديدة فى واشنطن، إن الظواهرى طالما كان له شخصية مثيرة منذ أن كان فى مصر، وهناك الكثير من عناصر القاعدة الذين لا يحبونه.
بعض الخبراء وكذلك بعض المسلحين الذين عملوا مع الظواهرى قالوا إنه حاول التغلب على تاريخه ويتواصل مع جماعة كبيرة من الإسلاميين، فى محاولة لتوسيع نفوذ القاعدة، ورأوا أيضا أن قسوته وذكاءه من الأمور التى لا يجب أن يستهان بها.
أما صحيفة واشنطن بوست من جانبها، فقالت إنه بينما كان اختيار الظواهرى أمراً متوقعاً، إلا أنه يمثل ضربة للحركة الجهادية وتنظيم القاعدة، فمسئولو المخابرات الأمريكية ومسئولو مكافحة الإرهاب وحتى المقربين سابقا من الظواهرى يقولون إن القاعدة تحت قيادته ستكون أكثر تنافراً وأكثر اختلالا، ربما من الناحية الوظيفية، وأقل ولاءً عما كانت عليه تحت قيادة بن لادن، أما تأثير ذلك على فعالية التنظيم فيظل أمراً منظوراً.
ونقلت الصحيفة عن ماجنوس رانستورب، محلل شئون الإرهاب بكلية الدفاع الوطنية السويدية قوله، إنه إذا تمكن الظواهرى من تنفيذ عملية قوية، فإن القاعدة ستعود إلى أوجها السابق، ويتفق الخبراء على أن المشكلة الأساسية المتعلقة بالظواهرى هى عدم تمتعه بالقبول، فبينما كان هو المنظر الأيدولوجى للقاعدة لأكثر من 10 سنوات، إلا أن يعتبر شخصا جامدا ومشاكسا ويفتقد إلى الكاريزما، بعض المسئولين الأمريكيين وخبراء مكافحة الإرهاب يعتقدون أنه من غير الواضح ما إذا كان الظواهرى قادراً على إعادة بناء التنظيم التى يتعرض منذ فترة لحصار الجيش الأمريكى وقوى الاستخبارات.
فيقول أحد هؤلاء المسئولين الذى رفض الكشف عن هويته إن القاعدة بكل تاريخها كانت ترتكز على شخصية قائدها، وتظل قدرة الظواهرى على إبقاء هذا المستوى من القيادة الشخصية سؤالاً بلا إجابة.