نقلت وكالات أنباء عن مصادر دبلوماسية أميركية تفاصيل جديدة عن عملية اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، تقول إن المخابرات الأميركية (سي آي أي) تتبعت كويتيا يدعى 'أبو أحمد'
كان يعمل في توصيل الرسائل إلى بن لادن، وذلك بعد أن حصلت على معلومات بشأنه من بعض معتقلي غوانتانامو.
وقالت المصادر إن (سي آي أي) تتابع خط سير (أبو أحمد) منذ عام 2007 بهدف الوصول إلى مخبأ بن لادن، علما بأن خبراء في مكافحة الإرهاب كانوا قد أكدوا أن قادة القاعدة يستعينون بحملة رسائل خشية رصد أماكنهم إذا استخدموا وسائل الاتصالات الحديثة التي قد تخضع للتنصت.
ووفق هذه المصادر فقد تبيّن من تحليل تقييمات المعتقلين في غوانتانامو تكرار اسم أبو أحمد الكويتي الذي يعتقد أنه من المقربين إلى خالد شيخ محمد الذي يعتقد أنه المدبّر لهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 وهو باكستاني من مواليد الكويت.
وكانت وثائق نشرها موقع ويكيليكس تضمنت إشارة لأبو أحمد وقالت إنه من المقربين لبن لادن وتنقل معه، وشوهد في جبال تورا بورا، وأنه ربما يكون الشخص الذي أشار عدد من المعتقلين إلى أنه كان برفقته هناك قبيل فراره واختفاء أثره لعدة سنوات.
وحسب شبكة سي إن إن الإخبارية الأميركية فلم يتأكد بعد ما إن كان أبو أحمد موجودا في المبنى الواقع بمدينة إيت آباد الباكستانية عندما دهمته القوات الخاصة الأميركية في عملية انتهت بتصفية بن لادن برصاصة في الرأس وإلقاء جثته في البحر حسب الرواية الرسمية الأميركية.
غير متأكدة
في الوقت نفسه قالت مصادر صحفية أميركية إن المخابرات لم تكن متأكدة بشكل تام حتى وقت قريب مما إن كان بن لادن موجودا فعلا في إبت آباد.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في عددها الصادر اليوم إن بعض المحللين أعطوا احتمالية وجود بن لادن في هذا المكان نسبة 60%، بينما قدر آخرون نسبة صحة الاحتمال بـ80%، مما تسبب في قلق رئيس المخابرات ليون بانيتا الذي قرر بعد ذلك تنفيذ العملية حيث رأى أن الرأي العام الأميركي سيؤيدها حتى إذا كانت نسبة نجاحها تقدر بـ50%.
ووفقا لتقرير الصحيفة، طلب بانيتا خلال لقاء سري مع أعضاء في الكونغرس الأميركي عشرات الملايين من الدولارات، وقد حصل عليها بالفعل لتمويل العملية الباهظة التكاليف الخاصة بالحصول على معلومات استخباراتية عن المكان المختبئ فيه بن لادن.
من جانبها اعتبرت وكالة رويترز أن أحد أسباب نهاية رحلة اختفاء بن لادن التي استمرت نحو عشر سنوات، ربما يكمن في أن المبنى الضخم الذي اختبأ فيه كان يفتقر لخدمات الهاتف والإنترنت وهو أمر غير معتاد لمبنى بهذا الحجم ويمكن أن يثير فضول محققين.
أكبر مطاردة
وتضيف الوكالة أن ما وصفتها بأكبر عملية مطاردة في التاريخ انتهت بالعثور على بن لادن في منطقة حضرية قرب العاصمة الباكستانية وليس في كهف بأحد الجبال النائية في أفغانستان أو باكستان مثلما اعتقد الكثيرون.
وفي جانب آخر من التفاصيل بشأن عملية قتل بن لادن، قال مسؤولون أميركيون مطلعون إن المهمة نفذها فريق يضم زهاء 15 من أفراد القوات الأميركية الخاصة التابعة للبحرية الأميركية، المتمركزين في أفغانستان.
وأكد مسؤول أن القوة ضمت متخصصين في الأدلة الجنائية كانت مهمتهم جمع أدلة تثبت سقوط بن لادن في الغارة ومعلومات قد تساعد في تعقب أثر زعماء آخرين لتنظيم القاعدة أو كشف عمليات يتم الإعداد لها حاليا.
وقال مساعد الرئيس الأميركي لشؤون الإرهاب جون برينان إن أوباما وعددا من مستشاريه اجتمعوا الأحد قبل بدء العملية وتمكنوا من مراقبة تطورها من البداية حتى النهاية، ملمحا إلى أن أوباما ربما تلقى صور فيديو حية عن العملية.
كما ذكرت وسائل إعلام أميركية أن محققين يعملون على فحص بيانات وأجهزة كمبيوتر وأقراص مدمجة وأشرطة فيديو رقمية تمت مصادرتها خلال العملية التي تقول المعلومات إنها انتهت بمقتل خمسة أشخاص بينهم بن لادن –الذي أصيب برصاصة في الرأس- وأحد أبنائه وامرأة يُعتقد أنها إحدى زوجاته