عدد المساهمات : 497 تاريخ التسجيل : 08/04/2011 العمر : 52
موضوع: السيدة فاطمة الزهراء (سيدة نساء الجنة) السبت أغسطس 13, 2011 2:02 pm
هي فاطمة بنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمها خديجة بنت خويلد أم المؤمنين.
وُلِدت قبل البعثة بخمس سنوات يوم الجمعة 20 جمادى الأخرى وقريش تبني الكعبة، كانت ابنة خمس سنوات عندما جاء الوحي، وهي الطاهرة الزهراء الميمونة التي جعل الله تعالى نسبها حفدة أكرمين للرسول الأمين، وجعل من نسلها أئمة هذه الأمة، ولقد كانت الزهراء -رضي الله عنها- أحب أولاد النبي صلى الله عليه وسلم إليه، وآثرها القدر بما لم يؤثر به شقيقاتها الثلاث؛ فهي وحدها عندها الوعاء الطاهر للسلالة الزكية والمنبت الطيب للأشراف من أهل البيت النبوي الكريم.
ولقد لقّبت رضي الله عنها بأسماء عديدة مثل: الصديقة - المباركة - الطاهرة - الزهراء - الراضية - المرضية... وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يناديها بأم أبيها، وقد ميّزها الله تعالى بمزايا وخصها بخصائص وأكرمها بمكرمات؛ منها:
- أنها بضعة الرسول، فقد روى البخاري في صحيحه بسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها فقد أغضبني".
- أن الله يغضب لغضبها ويرضى لرضاها.. فعن علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه أن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا فاطمة إن الله عز وجل يغضب لغضبك ويرضى لرضاك".
- أنها سيدة نساء العالمين.. فعن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مرضه الأخير، فجاءت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها من مشية النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فلما رآها قال: "مرحبا يا بنيتي"، ثم قال: "يا فاطمة ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين وسيدة نساء هذه الأمة وسيدة نساء المؤمنين".
- شدة حب النبي صلى الله عليه وسلم لها.. سئلت عائشة: أي الناس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: فاطمة. قيل: ومن الرجال؟ قالت: زوجها؛ إنه كان ما علمته صوّاما قوّاما.
- أنها أصدق الناس لهجة.. فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: ما رأيت أحدا كان أصدق في لهجة من فاطمة، إلا أن يكون الذي ولدها صلى الله عليه وسلم.
- كرامتها على ربها عز وجل.. فعن عائشة: إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ يا معشر الخلائق طأطئوا رؤوسكم حتى تجوز فاطمة عليها السلام.
وعن علي كرم الله وجهه ورضي الله عنه: إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من وراء حجاب: غضوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمد حتى تمرّ.
وهناك مزايا كثيرة لا تتسع لها مجلدات، وزوّجها الرسول عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم وجهه، وذلك كما أمره ربه عز وجل، وأشهد الرسول أصحابه على ذلك فدعاهم وخطب فيهم، ثم قال: "إن الله أمرني أن أزوّج فاطمة من علي، وإني أشهدكم أني قد زوّجتها إياه على أربعمائة مثقال فضة على السنة القائمة والفريضة الواجبة، وقال لهم الرسول: جمع الله شملكما وبارك لكما وأسعد حبكما وأطاب نسلكما، وجعل نسلكما مفاتيح الرحمة، ومعادن الحكمة وأمن الأمة، وأخرج منكما الكثير الطيب. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فردّ عليه عليّ حامدا ربه وشاكرا له قائلا: وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد زوّجني ابنته فاطمة على أربعمائة مثقال، فاسألوه واشهدوا"، فردّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد زوّجتك ابنتي فاطمة على ما زوّجك الرحمن جل جلاله، وقد رضيت بما رضي الله تعالى، فنعم الختن (زوج الابنة) أنت ونعم الصاحب أنت وكفاك برضا الله رضا.
ولما كانت ليلة الزفاف دعا لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا: "بارك الله فيهما وبارك عليهما وبارك لهما في نسلهما"، وعاشا معا في منزل الزوجية بجوار النبي صلى الله عليه وسلم ترفرف عليهما السعادة، وكانت ترعى زوجها وأولادها من سيدنا علي وهم: الحسن - الحسين - زينب - أم كلثوم - رقية (أما المحسن فقد مات صغيرا) لا يعاونها أحد إلا زوجها، فكانت مثلا كريما للزوجة المثالية.
وقد توفّيت رضي الله عنها يوم الثلاثاء 3 رمضان من السنة الحادية عشرة من الهجرة، بعد أبيها الرسول بستة أشهر، ورثاها زوجها علي بن أبي طالب قائلا:
أرى عِلل الدنيا عليّ كـــثير وصاحبها حتى الممات عليل لكل اجـتماع من خليلين فرقة وكل الذي دون الفراق قليل وإن افتقادي فـاطما بعد أحمد دليل على ألا يدوم خـــليل
رضي الله تعالى عنك وأرضاك يا أم الحسن والحسين وزينب.. يا من أنجبت خير وأكرم عترة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.